تصاعد حركة نشطاء الساحل..هل يؤتى الأسد من مأمنه؟

تاريخ النشر : 

لم تختفِ بين الفينة والأخرى الأصوات الساحلية العلوية المطالبة لنظام الأسد بتحسين الواقع المعيشي الذي بلغ ذروة الانحدار خلال السنوات الأخيرة بلهجة متوسطة الحدة يغلب عليها النصح تارة والتهكم تارة أخرى، إلا أن الملاحظ في الفترة الماضية وخاصة بعد اندلاع احتجاجات السويداء تصاعد حدة الهجمات من قبل نشطاء من قرى الساحل وبيئة آل الأسد بالإضافة لمناطق مهمة أخرى كمحافظة طرطوس ومدينة اللاذقية، الخطابات انتقلت من النصح إلى التهديد “اتحدى نظامك أن يعتقلني” “ارحل ووفر حمام دم جديد”، ومن وضع اللوم على مجلس الشعب إلى ملامة بشار الأسد شخصياً.
هنا يجب أن نسلط الضوء على أسباب تراكمية جعلت حاضنة الأسد التي اعتمد عليها طيلة سنوات الثورة تنقلب عليه، حيث وصلت متأخرة إلا أنها لم يفتها القطار بشكل نهائي، فالطائفة العلوية تعتبر ممن سخرها الأسد في حرب الثورة والشعب السوري مستنزفاً آلاف الشبان منها بين قتيل وجريح، ومن تبقى يحاول الفرار بنفسه خارج البلد، أما المقابل والجزاء هي كلمات لرفع المعنويات وهدايا لا تتجاوز ساعة الحائط أو سحارة البرتقال وأعلاها زيادة راتب لعائلة القتيل يقابله زيادات في أسعار السلع والمواد الأساسية للحياة، خدمة جليلة للأسد يقابلها تهميش وخذلان وتجويع ومن مبدأ أن الخاسر لا يخشى الخسارة يرى كثير من المراقبين أن حركة النشطاء الأخيرة جاءت من هذا المبدأ في سعي لتحصيل أبسط البسيط من مقومات الحياة.
ولأن آلة البطش وأجهزة الاستخبارات التي توجه من قبل عصابات الأسد لا تميز بين طائفة وأخرى، بدأت حملة أمنية موسعة في محافظتي اللاذقية وطرطوس والقرى التابعة لهما ومصياف غربي حماة لاحقت الناشطين أبناء المنطقة الذين تحدثوا عن تردي الأوضاع المعيشية حيث تم اعتقال الناشط “أحمد إسماعيل” وملاحقة العديد ممن فر إلى دمشق وقرى الساحل النائية، تزامناً مع تكثيف الحواجز الطيارة في المنطقة.
وما بين سندان التهميش ومطرقة الخذلان يعيش الساحل السوري على فوهة بركان، قد يبدو خامداً إلا أنه وفق حيثيات المنطقة والحالة الاقتصادية والمعيشية وحتى الأخلاقية قد ينفجر في أية لحظة، تشكل انتفاضة السويداء محفزاُ آخر (إلى جانب الفقر والإذلال) لقيام مناطق الساحل باحتجاجات وهذا ما يكرره ناشطون في المنطقة بلهجتهم العامية “السويداء بأيش أحسن منا؟”، وبين انتفاضة السويداء وغليان الساحل يترقب الأسد وجوقته الأحداث التي قد تشكل حال تصاعدها خطراً داهماً جديداً على كرسيه الذي حارب شعباً كاملاً لأجله.

أحدث الأخبار