تتصاعد وتيرة الأحداث والتطورات في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا قسد بريف دير الزور شرقي سوريا، بعد اعتقال الأخيرة لقائد ما يسمى “مجلس دير الزور العسكري” التابع لها، وذلك بعد أقل من شهر من توصل الطرفين إلى اتفاق يقضي بحل الخلافات فيما بينهم، إذ سبق وشهد ريف دير الزور تصعيداً عسكرياً واشتباكات بين مجلس دير الزور العسكري وقسد، لتعود الخلافات مجدداً بين الطرفين وسط دعوات عشائرية للنفير ضد الأخيرة.
وتمكنت ميليشيا قسد، مساء الأحد الفائت، من اعتقال المدعو “أحمد الخبيل” الملقب بـ “أبو خولة”، وذلك بعد دعوته إلى اجتماع مع قادة من الصف الأول العاملين ضمن المجلس في مدينة الحسكة، الأمر الذي دفع عناصر مجلس دير الزور العسكري الذي يقوده الخبيل بالاشتراك مع شُبان مسلحين إلى مهاجمة حواجز ونقاط قسد بأرياف دير الزور الشمالي والغربي والشرقي، ما أسفر عن مقتل وجرح 15 عنصراً من الطرفين.
ودفع الخلاف الحاصل بين ميليشيا قسد ومجلس دير الزور العسكري العشائر العربية وعلى رأسها قبيلة العكيدات التي ينتمي إليها في أرياف دير الزور آنفة الذكر لتوجيه تهديدات ومهلة لميليشيات قسد لإخلاء سبيل “أحمد الخبيل” خلال مدة أقصاها 12 ساعة، مهددين بالتحرك العسكري ضدها وطردها من المنطقة بشكل كامل وقلب الأوضاع على رؤوسهم من نهر الفرات بدير الزور إلى الجزيرة حال لم يتم إطلاق سراح “الخبيل” والعديد من القيادات المعتقلين لدى قسد.
وأشارت مصادر في المنطقة، إلى أن قسد داهمت مواقع ومنازل لـ قادة “مجلس دير الزور العسكري”، في مدينة الحسكة إضافةً إلى منازل لأفراد من عائلة الخبيل، فيما”داهمت قوات خاصة من (قسد) منزل الشيخ حيدر عسكر الهفل في الحسكة، واعتدت على النساء، وصادرت أجهزة هواتفهن بحثاً عن الشيخ الذي لم يكن في المنزل، فيما بدا استهدافاً لشيوخ ووجهاء العشائر، الذين أيدوا سابقاً (مجلس ديرالزور العسكري)”.
وعلى إثر ذلك، هاجم العشرات من مسلحي المجلس وعشيرة العكيدات التي ينتمي إليها “الخبيل” مقرات قسد في مناطق مختلفة من محافظة دير الزور، ودارت اشتباكات بين الجانبين استخدمت فيها القذائف الصاروخية، خاصة قرب بلدة العزبة من جهة المعامل، ومن جهة دوار المدينة الصناعية، في ريف دير الزور الشرقي.
كما سيطر عناصر “مجلس دير الزور العسكري” بالتعاون مع الأهالي على حاجز البريد التابع لقسد في بلدة محيميدة، وحاجز المؤسسة بالقرب من قرية الحصان غربي دير الزور، فيما انتشر مسلحو المجلس والعشائر عند دوار الحصان، وفي الريف الشرقي اعتقل أبناء العشائر 8 عناصر من قسد، فيما تدور اشتباكات في محيط المعامل ومعيزيلة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة وقواذف “آر بي جي”، وسط انتشار مكثف لمسلحي قسد على طول طريق “الخرافي” بين الحسكة ودير الزور، لاعتقال أي مارين بالطريق بعد إعلان فرض حظر التجوال في المنطقة.